إنطلقت مسرعة وبدون سابق إنذار
.. متجهه نحو الهدف .. فقسمته إلى نصفين ..
كانت هذه كلمة صعبه جارحه .. إنطلقت من إنسان إلى قلب أقرب الناس .. لتترك
به جرحاً يمتد حتى الأعماق
وتتركه تائه حيران مذهول .. يبكى بمراره
وقد إنقسم إلى نصفين ..
دارت الدنيا من حوله وصار على وشك السقوط .. لا يدرى من فعل به هذا ..
هل هؤلاء هم أقرب الناس .. لا يصدق أن ما فى قلبه من جراح جاء من قلوب
أشخاص لطالما أحبهم ..
وأخلص لهم .. كان يظن أنهم أقرب الناس إليه .. ولا يرى بالدنيا سواهم ..
فأصبح وحيداً كما كان وحيداً من قبلهم .. تمر عليه الأوقات وهو بأنتظار
سؤالهم عنه ..
يبحث عنهم فى وجوه البشر .. فى ليلة ظلماء ..
لعل شئ يذكرهم به .. لعله يأتى بعقولهم يوماً ويدركون معنى غيابه ..
ولكن بلا فائدة .. فهو لم يمر بمخيلتهم يوماً ..
زرعوا جراحهم به وتركوه وذهبوا
مخلفين ورائهم
إنسان مقسوم نصفين
يسأل نفسه قائلاً .. هل من المعقول أن يتخلى الجميع فجأه ..
هل هنت على كل أحبائى .. ولماذا لم يبقى معى أحدهم .. هل أصبحت ثقيلاً على
الجميع ..
كم كنت سعيداً بوجودهم ومطمئناً لوجودى جوارهم .. هل كنت ساذجاً عندما
تخيلت بأننى على موعد مع السعادة منذ لقائهم ..
هل تسرعت عندما قلت وداعاً أحزانى فلن أحتاج لكى يوماً .. لم أدرك وقتها
أننى سأعود إليها من جديد ..
هل هى حقاً سذاجتى أم أنهم أصلا لم أكن أعنى لهم شيئاً .. ولا أساوى عندهم
سوى القليل .. وأنى فى عيونهم مجرد
إنسان مقسوم نصين
هل وجدت بحياتك يوماً إنسان ممن قسمتهم حياتهم إلى نصفين ؟ كيف سيكون شعورك
تجاهه إذا قابلته ؟ وكيف ستنظر إليه بعينيك ؟
هل تراه ساذجاً ؟ أم مظلوماً ؟
هل ظلمه أقرب الناس ؟ أم هو الذى ظلم نفسه عندما إعتقد بأنهم أقرب الناس ؟